المرأة الليبية تخطط لأدوارها في المصالحة والحكومة الانتقالية
القاهرة ، 10 أكتوبر 2011
اجتمعت أكثر من 40 امرأة ليبية في القاهرة من 7-9 أكتوبر 2011، لتدشين منبر السلام للمرأة في ليبيا، وهي حركة وطنية جديدة من شأنها العمل على زيادة جميع أشكال المشاركة السياسية للمرأة في مرحلة ما بعد القذافي.
تقول آمال بوقعيقيص، نائب منسق ائتلاف ثورة 17 فبراير لدعم دور المرأة في صنع القرار: "كنت أعتقد أنني وحدي، لكني أدرك الآن أن هذا غير صحيح."
هذا الاجتماع، الذي عُقد بتنسيق من جانب كرامة، المنظمة الإقليمية غير الحكومية للمرأة العربية، هو الأول من نوعه في التاريخ الحديث، حيث جمع بين النساء من جميع أنحاء ليبيا والوافدات أيضاً، من ذوات مختلف الخلفيات المهنية والاجتماعية، والمنتميات إلى الأجيال الأكبر والأصغر سناً.
تقول حباق عثمان، المؤسسة والرئيس التنفيذي لكرامة، المنظمة الإقليمية غير الحكومية للمرأة العربية التي عقدت اجتماع القاهرة: "لقد حشدنا كل هؤلاء المشاركات لإعلاء صوت المرأة الليبية، ولدعم واحتضان واستكمال ما يقمن به بالفعل من جهد."
خلال المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام، أجرى المشاركون حواراً حول أفضل السبل لتعزيز السلام والمصالحة خلال الفترة الانتقالية، وناقشوا الأحكام الدستورية الضرورية لضمان الديمقراطية ودور قوي للمرأة في البيئة السياسية الجديدة.
تقول السيدة الزهراء لانقي، المؤسس المشارك لأصدقاء ليبيا الحرة: "من خلال منبر السلام للمرأة الليبية، اجتمعت النساء الليبيات في الداخل والخارج، من الشرق والغرب والجنوب، من العرب والبربر، معاً لأول مرة لتبادل الخبرات الأليمة من جراء دكتاتورية القذافي الهمجية. كذلك حددت المرأة الليبية أيضاً مجموعة من القيم مثل الحرية والكرامة والعدالة والسلام لإعلائها في ليبيا الجديدة. وأخيراً، فقد اجتمعنا نحن النساء الليبيات معاً لنعلن عن ميلاد حركة جديدة وهي منبر السلام للمرأة الليبية والذي سيعمل على بناء قدرات المرأة العاملة في خمسة مجالات رئيسية هي: وسائل الإعلام، والتعليم، والتشريع والدستور، والمشاركة السياسية، والعنف ضد المرأة."
في الأسابيع القادمة، ستعقد المشاركات اجتماعات المتابعة في المدن الليبية الرئيسية لإشراك أصحاب المصلحة المحليين في هذه المناقشات، ولمواصلة تعزيز الحركة النسائية الجديدة التي تشمل عموم الليبية.
وتقول هناء الحبشي، مشاركة وناشطة سياسة تبلغ من العمر 26 سنة من نيوميديا: "كانت هذه لحظة تاريخية بالنسبة للنساء الليبيات، فقد كشف هذا الاجتماع عن قوة المرأة الليبية التي كانت مدفونة لفترة طويلة. فمن خلال منبر السلام للمرأة الليبية، أبرزت المرأة الليبية تصميمها على إعادة بناء ليبيا".
خلال جلسة رسم الاستراتيجية، بدأ منبر السلام للمرأة في ليبيا اتصالاً مع أبرز أعضاء المجتمع الدولي النشطين في سياسة ليبيا، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون.
وبالتعاون مع الشركاء الدوليين، صاغ أعضاء منبر السلام بياناً ومجموعة من التوصيات المتعلقة بالسياسة العامة لليبيا، تم إرسالها إلى منظمة الأمن والتعاون واعتمادها من جانبها.
يقول مارك فرانكو، سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، متحدثاً إلى المشاركين في الاجتماع:"إن المنطقة العربية هي آخر منطقة في العالم تثور ضد الحكام المستبدين، بعد آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، ولقد كان الوقت قد حان بالفعل للقيام بذلك. إن الثورة – التي قادتها المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل – كانت أيضاً ثورة ضد النظرة الأبوية، سواء كان في صورة رئيس الدولة الأب أو الأبوية داخل الأسرة."