يوم كرامة: نظرة على ثمرة جهود الشركاء المصريين

في نهاية كل عام، تقيم كرامة احتفالاً لتقدير جهود شركائها، وتعترف بمساهمات العاملين والنشطاء وأعضاء المجتمع المحلي، وللاحتفاء بإنجازات العام المنصرم. شمل يوم كرامة 2010، الذي عُقد في سويس كلاب في القاهرة، عرضاً للأنشطة التي نفذها شركاء كرامة المصريون في خمسة محاور، إلى جانب الحفل السنوي الرابع لتسليم جائزة محفوظة سنديانة كرامة.

إن إشراك أو استخدام وسائل الإعلام لبناء الوعي وكسب الدعم من بين أعضاء المجتمع المحلي في إطار حملات لوضع حد للعنف ضد المرأة كان موضوعاً رئيسياً في جهود شركاء كرامة في 2010. ولقد تناول محور الثقافة الصور النمطية السلبية للنوع الاجتماعي بالاستعانة بنسخة مبتكرة من دمية الأراجوز التقليدية، في حين عرض محور الإعلام دراما وثائقية بعنوان "حدوتة من ساج"، التي تدور حول قصة حقيقية وتتناول مختلف أشكال العنف ضد المرأة، لا سيما العنف الجنسي والبغاء.

كما أتاح يوم كرامة أيضاً الفرصة لمحوري الاقتصاد والتعليم لعرض الدراسات والمسوحات التي أجريت خلال السنة، وذلك لتعزيز نهج كرامة المستند إلى الأدلة والذي يبني إستراتيجية التنمية على البيانات الحقيقية والتحليل. وقد عرض المحور الاقتصادي نتائج الدراسة الرائدة التي أجراها حول الكلفة الاقتصادية للعنف ضد المرأة ومعالجة الفجوات في البيانات التي تحيط بالعواقب الحقيقية للعنف على الأسرة والمجتمع والازدهار الوطني والتقدم. وفي الوقت ذاته، قدم الشركاء في محور التعليم دراستهم حول الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتهميش المرأة عن التعليم. بالإضافة إلى ذلك، فقد عرضوا قاعدة البيانات الكاملة التي أعدوها حول 80 منظمة مصرية عاملة في مجال محو أمية المرأة وتعليم الكبار، وأصدروا كتيباً تدريبياً حول المهارات الحياتية للمرأة لدعم وتطوير مشاركة المرأة في المجال العام.

كذلك أظهر شركاؤنا في مصر نجاح عنصر آخر من نهج كرامة: وهو بناء الوعي حول القضايا الرئيسية المتعلقة بالعنف ضد المرأة بين أفراد المجتمع وأصحاب المصلحة الآخرين، بمن فيهم القائمين على إنفاذ القانون والعمل الاجتماعي والإعلام والأكاديميين. وأظهر محور القانون تأثيره المحوري على المحامين من خلال تقاسم تنفيذ ونتائج ندوات التوعية التي عُقدت تحت رعاية العاملين في المهن القانونية من الرجال والنساء. كما ناقشوا مشروعاً لرصد وتوثيق 300 حالة من حالات العنف ضد المرأة تم الإبلاغ عنها في مراكز الدعم القانوني.

وتضمن الجزء الثاني من يوم كرامة تسليم جائزة "محفوظة - سنديانة كرامة" الرابعة. ورغم أن الجائزة تُمنح عادةً لامرأة واحدة فقط، فقد اختارت كرامة وصندوق المرآة العربية هذا العام ثلاثة من النساء المصريات لمنحهن هذا الشرف إجلالاً لنموذجهن في التمكين والنشاط والشجاعة. فقد شهدت كل من السيدات المكرمات نضالاً فريداً، سواء لتعزيز مهارات القراءة والكتابة أو استكمال دراستها في كلية الحقوق أو لتحويل مهنتها الحرفية إلى مهمة الإرشاد في أحد مراكز الاستماع والإرشاد أو للتغلب على تاريخها الشخصي من العنف وتقديم مساهمات لنساء مجتمعها من خلال البحث. فهن رموز إيماننا ويمثلن أملاً كبيراً في أنه من خلال البرامج التي تستجيب للمشكلات المحلية وجهود الدعوة، يمكن للمرأة الحصول على الأدوات اللازمة لتحويل حالات الضعف إلى قوة وقدرة ونجاح. وعلاوة على ذلك، فقد أثبتن أن النساء الناجيات من العنف والتمييز يمثلن عنصراً رئيسياً في استمرار وتسريع الحركة. وحين تُعطى المرأة الفرص المتاحة في مختلف قطاعات الحياة اليومية، فستستخدم هذه الفرص للانخراط والمساهمة لصالح أولئك اللاتي يواجهن العقبات والتحديات حديثاً كي يتمكن من التغلب على التهميش الاجتماعي والاقتصادي والقانوني والسياسي والتعليمي.

في نواحٍ كثيرة، بدأنا هذا العمل لرفع صورة وأصوات المرأة العربية، ولتقديم الفرصة لمن يفتقرن إلى منبر يعبرن من خلاله عن أنفسهن وذلك بغرض تبادل قضاياهن واهتماماتهن وتوصياتهن. ونحن الآن نستشعر عظيم الفخر لرؤية تحول المشهد. فالعديد من هؤلاء النساء بدأن يمسكن بزمام الأمور، ويعلين من أصواتهن من خلال النشاط والتعليم والمشاركة بالأفكار. وفي الوقت نفسه، تستمر البيئة العالمية في بناء قدرتها على الاستجابة لهذه الأصوات وتحقيق التغييرات التي تطلبها.

Previous
Previous

خبر صحفي إطلاق هيئة فكرية للنساء العربيات

Next
Next

حصاد كرامة في عام 2010